عن الأحساء


تقع محافظة الأحساء في الركن الجنوبي الشرقي للمملكة العربية السعودية ، وتشغل الجزء الجنوبي من المنطقة الشرقية بين دائرتي عرض 17 – 26 وخطي طول 48 – 55 ، وتغطي محافظة الأحساء مساحة شاسعة من الأرض تصل إلى حوالي 530 ألف كم2 تمثل 68% من مساحة المنطقة الشرقية و 24% من مساحة المملكة، وهي تضم حاضرة الأحساء (مدينتي الهفوف والمبرز) و(4) مدن رئيسة فضلا عن (22) قرية ، وتبعد الواحة مسافة (40) كم عن الخليج العربي و(150) كم جنوبي الدمام و (320) شرقي الرياض، وتتميز الأحساء بميزة نسبية كبيرة من حيث موقعها على الحدود الشرقية والجنوبية الشرقية للمملكة حيث تعد أقرب المناطق لدول مجلس التعاون الخليجي، وتقع بها الحدود مع كل من قطر والإمارات العربية المتحدة وعمان إضافة إلى أهمية موقعها على الخليج العربي في أجزائها الساحلية بين العقير وسلوى .
وتتقسم الأحساء إلى ثلاثة أقسام تضاريسية رئيسية هي الهضاب، والصحاري، والسهل، وفضلاً عن ذلك هناك السبخات والوديان، ويتراوح ارتفاع المحافظة ما بين 700م إلى صفر فوق سطح البحر، وتعتبر أرض المحافظة بصفة عامة مسطحة وتميل في اتجاه الشرق، ومناخ الأحساء حار جاف صيفا، بارد ممطر شتاء، والجو صحو في الغالب. تصل درجة الحرارة في الصيف إلى 48 درجة، وتنخفض في الشتاء حتى 10 درجات تقريبا. الأمطار موسمية تهطل في فصل الخريف، وتتعرض المنطقة لعواصف رملية من حين لآخر.
الأحساء بأصالتها وعراقتها ضاربة في أعماق التاريخ، حيث عاصرت حضارات يصل عمرها الى أربعة ألاف سنة قبل الميلاد، وسكن أرضها عدد من الشعوب والأجناس المختلفة حيث كانت الأحساء من بين 15 مدينة خلال الألفية الميلادية من حيث عدد السكان واحتلت المرتبة التاسعة من بين المدن بكثافة سكانية بلغت 110.000نسمة.
وقد ارتبط التاريخ الاقتصادي بالأحساء وكما هو الحال في المناطق الغنية بالمياه " العيون الجوفية" وخصوبة التربة ارتبط بالزراعة وقيام نشاط زراعي واسع شمل زراعة مختلف المحاصيل، إلى جانب التمور ذات الجودة والشهرة، وبسبب وجود هذه الثروة الزراعية ولقربها من أماكن غوص اللؤلؤ الفاخر، وتوسط موقعها بين مجموعة من مراكز الحضارات فقد كان لها دور ملموس في توطيد العلاقات التجارية والثقافية بين أهل الجزيرة العربية ووادي الرافدين والهند وآسيا، وكانت همزة الوصل في تبادل السلع والخبرات بين هذه الأقاليم.
وكان للأحساء دور بارز في نشر الحركة الأدبية والثقافية في الجزيرة العربية والأقاليم المجاورة لها، بسبب وجود عدد من الشعراء والعلماء، وفي القرون الخمسة الماضية على وجه الخصوص لعبت الأحساء دور محوريا في نشر المعرفة والعلم حيث انتشرت في مدنها الرئيسية المدارس والأربطة الخيرية، وتخرج في تلك المدارس عدد كبير من العلماء أسهموا بنشاط وهمة في مجال التأليف والتدريس وشغلوا المناصب الدينية في الأحساء وأقطار الخليج، وظلت الأحساء تواصل هذا الدور الهام حتى ظهور مؤسسات التعليم النظامي في العصر الحديث.
يوجد في محافظة الأحساء أكبر حقل نفط في العالم، يبلغ اتساعه 280 في 30 كلم، يقع في الشرق من مدينة الهفوف وواحة الأحساء، وتشتهر بكثرة نخيلها التي تغطي مساحات هائلة من أراضيها وتزيد على ثلاثة ملايين نخلة، وتنتج أكثر من مائة ألف طن من التمور سنويًا، أي ما يُعادل 10% من إنتاج المملكة، وهي في الأصل واحة طبيعية، ومُصنّفة كأكبر واحات النخيل في العالم، وتمتلك الأحساء واجهة بحرية على الخليج العربي تبلغ مساحتها 133 كيلومترًا، وكانت قديمًا من أغنى مناطق المملكة بالمياه الجوفية، والعيون التي يتراوح عددها بين 60 و70 نبعًا.
في يونيو 2018، انضمت محافظة الأحساء إلى قائمة التراث الإنساني العالمي باليونسكو، باعتبارها مستوطنة كُبرى على مدى 500 عام مضت، ضمت بساتين النخيل والقنوات والعيون والآبار، ومناطق أثرية ومجموعة من التراث العُمراني داخل مستوطناتها التاريخية، وفي عام2019 اختيرت الأحساء عاصمة للسياحة العربية، وفي عام2020 دخلت واحة الأحساء موسوعة غينيس للأرقام القياسية، بوصفها أكبر واحة قائمة بذاتها في العالم. وهي أيضًا عضو في شبكة اليونسكو للمدن الإبداعية في مجال الحرف اليدوية والفنون الشعبية.