يعد مركز أبحاث الإبل بجامعة الملك فيصل مرفقاً علمياً فريداً من نوعه في المملكة والعالم العربي، وقد اضطلع منذ إنشائه عام 1402هـ بالنهوض بالإبل والارتقاء بشأنها، إذ تعتبر الإبل ثروة وطنية تسعى المملكة إلى الحفاظ عليها وتنميتها لما تتميز به من مكانه خاصة في قلوب أبناء هذه البلاد وارتباط وثيق بتاريخهم وحضارتهم حيث كانت الإبل داعماً أساسياً لبقاء الأجيال المتعاقبة من سكان هذه المنطقة أمام الظروف المناخية القاسية لكونها الحيوان الأكفأ في التأقلم مع تلك الظروف. وقد ذكر المفسرون أنَّ ذكر الإبل في القران الكريم ورد في أكثر من أربعين موقعاً، قال تعالى (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت) الغاشية (17)، وقوله تعالى (لكم فيها خير) الحج (36)، بالإضافة إلى ما ورد عنها في الحديث الشريف حيث قال عليه الصلاة والسلام (الإبل عزٌّ لأهلها).
ولعل من أبرز ما يميز مركز أبحاث الإبل بجامعة الملك فيصل هو وجوده إلى جانب كلية الطب البيطري والثروة الحيوانية الفريدة من نوعها في منطقة الخليج العربي والتي آزرته من خلال علمائها المتميزين بأبحاثهم في شتى مجالات الإبل، وأيضاً بالاستفادة من مختبرات الكلية ومستشفاها البيطري التعليمي. كما أنه يقع على أرض محطة الأبحاث والتدريب بالجامعة مما يتيح له المساحة والمرافق الكافية للرعي والرعاية الصحية وإجراء الأبحاث العلمية.
وقد اكتسب المركز منذ إنشائه وحتى الآن أهمية كبيرة من خلال إصداره للكثير من الدراسات الأساسية والأبحاث المتعلقة بالإبل، كأساليب رعايتها وتغذيتها، وتشريحها، ووظائف أعضائها، وتناسلها، وأمراضها وعلاجها وطرق الوقاية منها، وقيامه أيضاً بالكثير من الخدمات المتخصصة للمجتمع كتقديم الاستشارات العلمية، وعمل الدورات التأهيلية في مجال الإبل وغير ذلك.