منذ نشأة المملكة والتطور مستمر على كافة الأصعدة سواء الاقتصادية أو الاجتماعية كنموذج يثير الإعجاب واكب الكثير من الإنجازات التي تحققت في مراحل زمنية إما قياسية كتطور المجتمع، أو سبّاقة كما هو الحال في إيجاد منظومة ريادة الأعمال والمنشآت الصغيرة والمتوسطة.
كانت المملكة العربية السعودية تسعى لدعم رواد الأعمال في بناء مشاريع ضخمة، وكذلك في بناء الاقتصاد المحلي وذلك كان نتيجة تعليمات الحكومة السعودية آنذاك، حيث كانت هذه هي الإرادة الملكية الحكيمة لمؤسس المملكة الملك عبد العزيز -رحمه الله -الذي كان يتحلّى بفكر ريادي غير نمطي في ترسيخ دعائم الدولة التي نعيش في كنفها اليوم.
وإكمالاً لمسيرة الدولة في هذا الخصوص، تم تطوير مفهوم المنظومة ووضعها تحت الأضواء بمسمى ريادة الأعمال والمنشآت الصغيرة والمتوسطة وتم تأسيس برنامج صندوق المئوية الحكومي لهذا الغرض. واليوم نرى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله -يرفع من وتيرة تطوير مفهوم المنظومة لجعلها قطاع قائم بنفسه وكجزء لا يتجزأ من المنظومة الاقتصادية في رؤيتنا 2030 والتي يقوم بإدارتها وتنفيذها سمو ولي العهد الامير محمد بن سلمان -حفظه الله -"عراب الرؤية".
النية والعمل بجدّية لسموه في أن يكون هذا القطاع استراتيجي ومشارك في بناء اقتصاد وطني صلب حيث وضع له هدف الوصول إلى المشاركة في الناتج المحلي بنسبة 35% بحلول عام 2030 بإذن الله.
ومن هنا، فقد سعت جامعة الملك فيصل أن تكون في مصاف المؤسسات التي تحقق رؤية القيادة الرشيدة بالوصول إلى ذلك المجتمع والاقتصاد القائم على المعرفة من خلال دعم الابتكار وريادة الأعمال بين منسوبي الجامعة وأفراد المجتمع.
الجدير بالذكر أن جامعة الملك فيصل تقع في الأحساء، وتعتبر الأحساء واحة استثمارية غنية بالفرص في العديد من الصناعات، كالطاقة والزراعة والسياحة مما يجعلها بيئة خصبة لبدء العديد من المشاريع والأفكار الريادية. ومن هذا المنطلق يسرني أن أكون جزءاً من مركز ريادة الأعمال التابع لجامعة الملك فيصل والذي يسعى أن يكون منبراً رائداً تفاعلياً مبدعاً خادماً للجامعة والمجتمع في مجال الإبداع والابتكار وريادة الأعمال.
المشرف على مركز ريادة الأعمال :
د. محمد بن عبدالرحمن العبداللطيف