الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وبعد

إنّ حاجتَنا إلى الدراساتِ والأبحاثِ تزدادُ شيئًا فشيئًا في ظلِّ التحدياتِ الجسيمةِ التي تنتابُ المجتمعاتِ والشعوبَ من وقتٍ لآخرَ، كما أنّ البحثَ العلميَّ بمناهجَه وأبحاثِه وإجراءاتِه من الأمورِ الضروريةِ لأيِّ حقلٍ منْ حقولِ المعرفةِ، فهُوَ الباعثُ الحقيقيُّ لخلقِ الثقافةِ وابتكارِ المعرفةِ وتقديمِ الرُّؤى المستقبليةِ الثاقبة.

 

وإيمــانًا من جامعةِ الملكِ فيصل بأهميةِ البحوثِ الاستشاريةِ، فقد سارعتْ إلى تأسيسِ معهدٍ للبحوثِ والاستشاراتِ ليوفــــــر الحلولَ العلميةَ والعمليةَ ويقدُّمُ الخبراتِ والخِدْماتِ البحثيةَ الاستشاريةَ وفقَ منهجيةٍ واضحةٍ معَ الشركاءِ كافةً منْ مختلفِ القطاعاتِ الحكوميةِ والخاصةِ والمجتمعيةِ، ويدعمُهم بالأفكارِ الإبداعيةِ البحثيةِ والاستشاريةِ والدوراتِ التدريبيةِ، ويُسهمُ في خدمةِ المتطلباتِ التنمويةِ والتطويريةِ المُستدَامَة والاستثمار المعرفي في المجالاتِ كافة، بمَا يحققُ رسالةَ جامعةِ الملكِ فيصل ورؤيتِها، وبمَا يتوافقُ مع رؤيةِ المملكةِ 2030، وبالتالي رِفعةُ مملكتٍنا الغالية.

ولأنَّ الجامعةَ تزخرُ بمواردَ متعددةٍ تمكِّنُها من الانتقالِ إلى آفاقٍ أرْحَبَ وتطلعاتٍ أوْسَعَ، وتجعلُها تواكبُ التسارعَ العلميَّ والتقنيَّ في الجامعاتَ، ولأنَّ معهدَ البحوثِ والاستشاراتِ جزءٌ لا يتجزّأُ منْ منظومةِ الابتكارِ ومنظومةِ الأعمالِ، فهُوَ يعملُ على إبرامِ الاتفاقياتِ والعقودِ معَ المؤسساتِ الخارجيةِ سعيًا إلى تحقيقِ أهدافِ الجامعةِ الاستراتيجيَّةِ وتطويرِ مشاريعِهَا وتنميةِ مواردِها الذاتيةِ وإبرازِ دورِها في تقديمِ تصوراتٍ علميةٍ وبحثيةٍ واستشاريةٍ مُتخصِصَةٍ بهُويةِ الجامعةِ وبتخصصاتِها المتعددة.

 

وأخيرًا، أدعو اللهَ في علاه أنْ يُكللَ جهودَ المعهدِ بالنجاحِ والتطورِ الدائمِ نحوَ صناعةِ مستقبلٍ متميزٍ ومشرقٍ في البحوثِ والدراساتِ الاستشاريةِ، وأنْ يكونَ بيتًا منْ بيوتِ الخبرةِ، وبيتًا وطنيًا واستشاريًا متميزًا، فالمعهدُ بإنجازاتِه استطاعَ أنْ يبنيَ شراكاتٍ استراتيجيةً معَ العديدِ منَ القطاعاتِ المحليةِ والدَّوليةِ، وأنْ يقدِّمَ أفضلَ الخِدْمَاتِ؛ ممَّا يجعلُهُ أحدَ أهمِ الخَياراتِ الأساسيةِ والاستراتيجيةِ المطروحة.