edu.sa

جميع روابط المواقع الرسمية التعليمية في المملكة العربية السعودية تنتهي بـ sch.sa أو edu.sa

تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي

جامعة الملك فيصل

وكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي

رأس المال البشري

يمثل رأس المال البشري القوة المحركة لأي منظومة ابتكار، وفي جامعة الملك فيصل يُنظر إليه باعتباره الأساس والمحرك للبحث العلمي، وريادة الأعمال، ونقل المعرفة. فقد أسست الجامعة مجتمعًا ديناميكيًا عالي الكفاءة يضم أكثر من 1,520 باحثًا، يشملون أعضاء هيئة التدريس، والباحثين، وطلبة الدراسات العليا من مختلف التخصصات. ويشكّل هؤلاء العمود الفقري الفكري لـ منطقة الابتكار، منخرطين بفاعلية في إنتاج أبحاث عالية التأثير، وتأمين براءات اختراع، وتطوير حلول ذات قيمة اجتماعية واقتصادية ملموسة. وتغذّي خبراتهم الابتكار على جميع المستويات، بدءًا من البحث العلمي الأساسي وصولًا إلى التقنيات التطبيقية التي تستهدف معالجة التحديات الوطنية والعالمية.

تُولّد محركات الابتكار في الجامعة أيضًا أثرًا ملموسًا في سوق العمل. حيث تتوزع هذه الوظائف على أدوار تقنية وإدارية وريادية، لتوفر مسارات مهنية داخل وخارج البيئة الأكاديمية. وكثير من هذه الوظائف يرتبط بشركات ناشئة أسسها الطلاب، أو شركات منبثقة عن الجامعة، أو شركات مقيمة تعمل ضمن منطقة الابتكار.

وإلى جانب خلق الوظائف، تعمل الجامعة على بناء القدرات وتنمية المهارات عبر أكثر من 220 برنامجًا وورشة عمل، تهدف إلى تزويد الباحثين والطلاب والمهنيين بالمعرفة العملية في مجالات مثل إدارة الابتكار، وحماية الملكية الفكرية، وتطوير الشركات الناشئة، وتصميم الحلول الإبداعية (Design Thinking). وقد استفاد من هذه البرامج أكثر من 8,000 مستفيد من طلبة البكالوريوس والدراسات العليا، وأعضاء هيئة التدريس، ورواد الأعمال، وأفراد المجتمع، بما يعكس نهج الجامعة الشمولي الذي يعطي الأولوية لنشر المعرفة وتحقيق المشاركة الواسعة.

وتكمل هذه الجهود إقامة 25 فعالية ابتكارية، تشمل هاكاثونات، وتحديات للأفكار، ومعارض للبراءات، وأيام عرض النماذج، ومسابقات العروض الاستثمارية. ولا تقتصر هذه الفعاليات على الاحتفاء بالإبداع، بل تشكل منصات حيوية للتواصل، وإبراز الأفكار، والتحقق المبكر من جدوى المشاريع الريادية، ما يسهم في تحويل الإمكانات الأكاديمية إلى أثر واقعي، ويعزز الروابط مع الشركاء الخارجيين والأسواق.

كما أظهرت الجامعة التزامًا مؤسسيًا بالحوار والتعاون من خلال عقد أكثر من 84 اجتماعًا استراتيجيًا مع جهات رئيسة، تشمل الهيئات الحكومية، والقطاع الخاص، والمؤسسات الدولية، وجهات التمويل. وتُعد هذه اللقاءات ضرورية لمواءمة أجندة الابتكار الجامعية مع الأولويات الوطنية واحتياجات السوق، فضلًا عن تأمين الدعم للمبادرات القائمة والمستقبلية. ومن خلال هذه الأطر التعاونية، تضمن الجامعة أن يبقى رأس مالها البشري متصلًا ومطّلعًا ومتجاوبًا مع المتطلبات الخارجية، ما يسهل التدفق المستمر للأفكار والموارد والفرص بين الأوساط الأكاديمية والصناعة.

وعلى الصعيد الدولي، عززت الجامعة حضورها البحثي العالمي عبر أكثر من 880 تعاونًا دوليًا مع مؤسسات معترف بها ضمن قاعدة Scopus، مما أتاح تبادل المعرفة عبر الحدود وتنفيذ مشروعات بحثية مشتركة أفضت إلى نشر مقالات علمية في مجلات مفهرسة في Scopus. ويسهم التعاون الدولي في إثراء رأس المال البشري للجامعة من خلال إطلاع مجتمعها الأكاديمي على مناهج متنوعة، ورؤى متعددة، وتقنيات متقدمة. وقد انعكست نتائج هذه الجهود في حصد الجامعة لأكثر من 93 جائزة وإنجازًا محليًا ودوليًا في مجالات الاكتشاف العلمي، وتطوير المنتجات، والأثر المجتمعي، والريادة الفكرية.

تجسد هذه المؤشرات الخاصة برأس المال البشري عمق مجتمع الابتكار في جامعة الملك فيصل وانخراطه وتوافقه مع استراتيجيتها الوطنية والدولية. ومن خلال الاستثمار في كوادرها، عبر التعليم والتطوير المهني والانفتاح العالمي والمبادرات التعاونية، تواصل الجامعة بناء بيئة خصبة للإبداع وحل المشكلات والتحول الاقتصادي. ولا يُعد هذا الرصيد البشري الغني مؤشرًا على النجاح الحالي وحسب، بل أيضًا عنصرًا حاسمًا في ضمان استدامة منطقة الابتكار على المدى الطويل وتعزيز أثرها الإقليمي.​​

: