البنية التحتية والمرافق
يقيس هذا المؤشر النطاق الكامل للبنية التحتية المادية بجامعة الملك فيصل، سواء التي تم إنشاؤها بالفعل أو التي يجري تنفيذها، لدعم الأنشطة الأساسية في مجالات البحث العلمي، والابتكار، وريادة الأعمال، وتطوير التقنيات. وتشمل هذه المساحات المخصصة للشركات الناشئة، والحاضنات، والمسرّعات، والمعامل البحثية، ومختبرات الابتكار، وقاعات الفعاليات المرتبطة بالتقدم العلمي والتسويق التجاري. وتشكل هذه المرافق العمود الفقري المادي لـ منطقة الابتكار في الجامعة، ولم تُصمّم فقط لتعزيز الاكتشاف والتجريب، بل أيضًا لتسهيل التعاون بين الباحثين، ورواد الأعمال، وأصحاب المصلحة في القطاع الصناعي، والطلاب. وكل متر مربع من هذه المساحات يعكس التزامًا راسخًا ببناء منظومة ابتكار عالية الأثر يقودها الإبداع والمعرفة.
ووفق أحدث القياسات، تبلغ المساحة الإجمالية المبنية المخصصة للبحث والابتكار في الجامعة ومنطقة الابتكار نحو 48,768,900 متر مربع. ومن الجدير بالذكر أن 85% من هذه المساحة مكرسة بشكل مباشر للأنشطة البحثية والابتكارية، مما يبرز مدى توافق التوجه المؤسسي للجامعة مع أهداف اقتصاد المعرفة ضمن رؤية السعودية 2030. وتشمل هذه المساحات المختبرات العلمية المتخصصة، ومساحات العمل المشتركة، والاستوديوهات الرقمية، وقاعات دراسية ذكية متعددة الاستخدامات. ويعكس هذا التخصيص الواسع تحول جامعة الملك فيصل إلى منظومة ابتكار متقدمة، صُمّمت للتجريب المستمر، وتوليد الأفكار، وتطوير المشاريع عبر مختلف التخصصات والفئات.
في قلب هذه البنية التحتية، تأتي المختبرات البحثية الواسعة التي توفر قدرات أساسية في مجالات العلوم التطبيقية، والزراعة، والصحة، والتقنية، والدراسات البيئية. ويبلغ عدد المختبرات حاليًا 331 مختبرًا. وتُمكّن هذه المختبرات من إجراء أبحاث متعددة التخصصات، وغالبًا ما تُستخدم بالشراكة مع فرق الشركات الناشئة والمبتكرين من أعضاء هيئة التدريس ومطوري البراءات. كما تضم الجامعة 15 مختبر حاسب آلي و45 غرفة تبريد لدعم الأبحاث الحاسوبية، والنمذجة الرقمية، والاختبارات التجريبية في مجالات الابتكار المتنوعة.
إلى جانب المختبرات، طوّرت الجامعة منظومة متكاملة من مرافق دعم الابتكار، تشمل 225 مساحة عمل مشتركة مخصصة لاحتضان الشركات الناشئة في مراحلها الأولى، ومجموعات البحث الأكاديمي، والفرق الطلابية متعددة التخصصات، بما يعزز التعاون والإبداع وتبادل المعرفة في بيئة عصرية مرنة. كما تضم منطقة الابتكار 30 استوديو رقمي وتقني مزوّد بأحدث التجهيزات لدعم إنتاج المحتوى الإعلامي، وتطوير التطبيقات، وأعمال المحاكاة، ومشاريع الذكاء الاصطناعي. وتعزز هذه القدرات 20 قاعة دراسية ذكية مزودة بتقنيات تفاعلية وتنسيقات قابلة للتكيف لدعم التدريب، وورش العمل، والتعلم متعدد التخصصات في مجالات الابتكار وريادة الأعمال.
ومن بين المرافق الأكثر أهمية على الصعيد الاستراتيجي المختبرات البحثية متعددة الاستخدامات البالغ عددها 331، والتي تخدم غرضين أساسيين: إجراء البحوث التطبيقية، وتمكين الشركات الناشئة من تصميم النماذج الأولية واختبارها وتحسينها. وتدير الجامعة أيضًا مركزين مخصصين للابتكار والنمذجة الأولية، وهما مساحتان متخصصتان لدعم الانتقال من التصميم المفاهيمي إلى تطوير المنتجات الملموسة، بما يشمل النمذجة السريعة، واختبارات المستخدم، والتصميم الصناعي، مما يشكّل جسرًا حيويًا بين البحث المخبري والتطبيق التجاري.
وتدعم هذه المرافق مقار إدارية ومكاتب تشغيلية مخصصة لحوكمة وتنفيذ إستراتيجية الابتكار، تشمل وحدات نقل التقنية، ومراكز حماية الملكية الفكرية، وفِرق تسريع الشركات الناشئة، ومكاتب الربط بين الجامعة والصناعة. ولا تقتصر هذه المساحات على العمل الإداري، بل تعمل كمراكز نشطة للربط بين الباحثين والمستثمرين، وتنظيم الهاكاثونات، وإدارة محافظ الملكية الفكرية، وتيسير اتفاقيات الترخيص. وقد صُمّمت هذه المقرات بأسلوب يتيح التعاون والانفتاح، مع توفير وصول مباشر للطلاب وأعضاء هيئة التدريس، مما يعزز الشفافية وتبادل الأفكار واستمرار التفاعل عبر سلسلة قيمة الابتكار.
وعلى نحو شامل، تؤكد هذه البنية التحتية المتخصصة والواسعة مكانة الجامعة كقائد إقليمي في الابتكار القائم على البحث العلمي. ويبرهن حجم المرافق وتخصصها على التزام مؤسسي لا مثيل له بتحويل المعرفة إلى قيمة اجتماعية واقتصادية. ومن خلال تخصيص الغالبية العظمى من بيئتها المبنية للابتكار والبحث، بما يشمل (المختبرات، ومساحات العمل المشتركة، والاستوديوهات الرقمية، والقاعات الذكية)، لا تكتفي جامعة الملك فيصل باستضافة منطقة ابتكار، بل تبني منظومة فكرية ومادية متكاملة يندمج فيها التميز البحثي مع ريادة الأعمال في صميم الحياة الجامعية.