أصول الابتكار
1.1 عدد الكيانات (الكليات والمراكز) المشاركة في البحث العلمي
يتناول هذا القسم مدى اتساع المشاركة المؤسسية لجامعة الملك فيصل في البحث العلمي، ويشمل الكليات والمعامل البحثية والمراكز والكراسي العلمية. ويبرز من بينها المعامل البحثية بالكليات البالغ عددها 331 معملًا، والتي تمثل العمود الفقري للبنية التحتية البحثية، وتعكس تركيز الجامعة الكبير على البحث التطبيقي والتجريبي. وتُعد هذه المعامل حاضنات أساسية للابتكار والاكتشاف، حيث يعمل أعضاء هيئة التدريس والطلاب معًا لتطوير حلول ذات قيمة عملية. وغالبًا ما تشكل مخرجاتها الأساس لبراءات الاختراع والمنشورات العلمية عالية التأثير، مما يجعلها عنصرًا محوريًا في إستراتيجية الجامعة لدمج البحث العلمي في الحياة الأكاديمية اليومية.
وبجانب المعامل، توجد كيانات أخرى تدعم منظومة البحث العلمي بالجامعة، حيث تسهم الكليات بـ 15 وحدة بحثية، وتضيف المراكز البحثية 13 مركزًا، بينما تسهم الكراسي العلمية بستة كراسي، ليصل المجموع إلى 365 كيانًا بحثيًا نشطًا. ورغم قلة عدد المراكز والكراسي مقارنة بالمعامل، فإنها تمثل قيادة فكرية استراتيجية، وتعاونًا متعدد التخصصات، وتوافقًا مع الأولويات الوطنية. وغالبًا ما تضم المراكز البحثية مشروعات متخصصة تحتاج لخبرات متعددة، في حين يقود الكراسي العلمية أساتذة بارزون يجرون دراسات رائدة. وتشكل هذه الكيانات مجتمعة بيئة بحثية ديناميكية ومتنوعة، تعزز رسالة الجامعة في ترسيخ مكانتها كمنطقة ابتكار معتمدة ومحور للتقدم العلمي والتكنولوجي.
1.2 عدد مشروعات البحث والتطوير
يقيّم هذا القسم حجم المشروعات البحثية في الجامعة عبر مجالات تطبيقية وأكاديمية تشمل الهندسة، والعلوم الصحية، والدراسات البيئية، وغيرها. ومن 2018 إلى 2024، شهدت الجامعة نموًا بنسبة 350% في عدد المنشورات العلمية، من 427 إلى 2,900 منشور، مع تحسن نوعي ملحوظ، حيث نُشر 54% منها في مجلات مصنفة Q1 عام 2024. ويعكس ذلك توجهًا استراتيجيًا لإنتاج أعمال ذات تأثير عالمي وسمعة أكاديمية مرموقة. وقد لعب نظام الحوافز، الذي يشمل مكافآت التميز البحثي ومنح ما بعد النشر، دورًا أساسيًا في تحفيز الإنتاجية ورفع مستوى المخرجات البحثية.
كما تؤكد الاقتباسات قوة الحضور الأكاديمي المتصاعد، إذ ارتفعت بنسبة تزيد عن 500% خلال الفترة نفسها، لتصل إلى 44,428 اقتباسًا، بمتوسط 15.7 اقتباس لكل بحث عام 2024، وهو أكثر من ضعف المتوسط العالمي. ويبرهن ذلك على تنامي أهمية الجامعة في المجتمع البحثي الدولي ونجاعة استراتيجيتها في منطقة الابتكار. ومع تخصيص موارد مالية معتبرة لدعم الباحثين، بلغت في 2024 [تُحدد عند الطلب] ريال سعودي للفرد، تواصل الجامعة ترسيخ مكانتها كمؤسسة رائدة في البحث العلمي والابتكار، تسهم في الاقتصاد المعرفي والتنمية المستدامة.
1.3 عدد البراءات المسجلة والممنوحة
يعكس هذا القسم حجم الابتكار بالجامعة من خلال براءات الاختراع، لا سيما في التقنيات المتقدمة، والزراعة، والعلوم البيئية. وقد حققت الجامعة إنجازًا تاريخيًا في 2024 بتسجيل 631 براءة اختراع لدى مكتب براءات الاختراع الأمريكي، بمعدل براءة لكل 4.6 أبحاث، مقارنة بالمعدل العالمي البالغ براءة لكل 20 بحثًا. وهذا مؤشر على قدرة الجامعة على تحويل البحث العلمي إلى ابتكارات محمية قانونيًا وقابلة للتسويق التجاري.
ورغم الانخفاض الطفيف في طلبات البراءة عام 2025، فإن ذروة 2024 تعكس قوة الحراك الابتكاري. وبلغ متوسط البراءات لكل عضو هيئة تدريس 0.4، متجاوزًا المعايير الدولية. كما استثمرت الجامعة موارد مالية كبيرة في هذا المجال، بلغت في 2024 [تُحدد عند الطلب] ريال سعودي، إضافة إلى إنشاء متحف براءات الاختراع في رمضان 1446هـ، الذي أصبح واجهة للابتكار وجذب كبار الشخصيات والوفود الأكاديمية والصناعية.
1.4 عدد اتفاقيات نقل التقنية والترخيص
يسجّل هذا القسم نجاح الجامعة في عقد اتفاقيات لنقل التقنيات والابتكارات إلى جهات خارجية. ففي 2025، تم توقيع 9 اتفاقيات، بعد 8 اتفاقيات في 2024، مقارنة باتفاق واحد فقط في 2023، مما يعكس تحولًا نوعيًا في ربط الابتكار الأكاديمي بالتطبيق الصناعي. ويعود هذا التقدم للاستثمار في حماية الملكية الفكرية، وزيادة التركيز على المخرجات القابلة للتسويق، وتعزيز الروابط مع الشركاء الصناعيين والحكوميين.
1.5 عدد الشركات في منطقة الابتكار
يرصد هذا القسم قدرة منطقة الابتكار على تحويل المعرفة الأكاديمية إلى مشاريع تجارية جديدة. فقد قفز عدد الشركات الناشئة الطلابية من شركتين عام 2022 إلى 67 شركة عام 2025، بفضل الحاضنات، والتوجيه، والتمويل الأولي، وورش الابتكار. وفي المقابل، لم تُسجّل أي شركات ناشئة يقودها أعضاء هيئة التدريس، وهو ما يمثل فرصة لم تُستثمر بعد. كما حافظت الشركات المقيمة في المنطقة (أربع شركات سنويًا) على استقرارها، مما يعكس شراكة مستمرة مع القطاع الصناعي.
1.6 معدل إشغال برامج الحاضنات والمسرّعات
يحافظ معدل الإشغال في برامج الحاضنات والمسرّعات على 100% طوال الفترة من 2022 إلى 2025، ما يعكس الطلب القوي على هذه الخدمات، خاصة من رواد الأعمال الطلاب، ويؤكد ملاءمة البرامج لاحتياجاتهم. ومع ذلك، فإن هذا الإشغال الكامل المستمر قد يتطلب توسيع البنية التحتية واستحداث مراكز إضافية لتلبية الطلب المستقبلي.
1.7 الأبحاث والبراءات المُحوَّلة للتسويق
في 2025، حوّلت الجامعة 50 مشروعًا بحثيًا إلى نماذج أولية مجرّبة، ما يعكس قدرتها على دعم الابتكار في مراحله الأولى. ورغم تحقيق الأهداف الكاملة في إنتاج الفيديوهات ثلاثية الأبعاد للبراءات وتطوير النماذج الأولية، فإن مؤشرات أخرى مرتبطة بالاندماج في السوق، مثل المعارض ودراسات الجدوى والمشاريع الوطنية، لم تحقق المستهدفات، ما يشير إلى الحاجة لتعزيز قدرات التسويق التجاري للابتكارات.