النفايات النووية والمشعة
واكب النمو المضطرد في استغلال الإنسان للطاقة النووية والإشعاع، سواء أكان في توليد الطاقة الكهربائية أو في مجالات حيوية أخرى، كالزراعة والصناعة والطب، تطورا كبيرا في العلوم والتقنيات النووية، إلا أن هذا النمو لم يفلح في إقناع كثيرين بإمكان التحكمّ في النواتج والآثار المترتبة على هذه التقنيات ، مع العلم بأن قدرة الإنسان على التحكمّ والسيطرة على المخلفات والنفايات المشعةّ المتولدة عن استخدام المصادر المشعة هي إحدى تلك المواضيع التي لا تزال تثير الشكوك لدى الرأي العام في كثير من الدول حول جدوى استغلال الإنسان للطاقة النووية، كما أنها تقف في الوقت ذاته كإحدى العقبات الأساسية في وجه الاستغلال الأمثل للطاقة النووية. ويعتمد مستقبل الصناعة النووية إلى حد بعيد على مدى قدرة هذه الصناعة على إقناع الرأي العام بوجود وتوفر التقنيات الملائمة لمعالجة وتحييد النفايات المشعة . ولا يكاد يخلو أي اسلوب لتوليد الطاقة، كما هو الحال في أية عملية صناعية، من توليد نفايات يجب إيجاد الطرق الملائمة لحماية الإنسان والبيئة من آثارها السلبية، إلا أن تلك الأساليب تختلف من حالة إلى أخرى، لاسيما من حيث حجم النفايات المتولدّة مع مرور الزمن.