التعطوع في أعمال الدفاع المدني

العمل التطوعي عمل إنساني نبيل لا يرتبط بمكان أو زمان أو نوع، بل هو سلوك حضاري ومطلب اجتماعي، وقد وجهتنا شريعتنا الإسلامية إلى تقديم العمل الخيري لكل كائن حي في هذه البسيطة، بهدف التقرّب إلى الله عز وجل، فقد ورد لفظ (تطوع) في القرآن الكريم بمعنى الزيادة على الواجب، وتبعها ذكر صفتين من صفات الله تعالى تدل على أنه سبحانه شاكر يزيد المحسن إحسانا، وعليم بما في قلبه وما يستحقه من الجزاء ، فقال سبحانه وتعالى :" إن الصفا والمروة من شعائر الله، فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ، ومن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم " (سورة البقرة ) 158 ، كما جاء أمر الله تعالى بالتعاون على البر والتقوى فقال سبحانه: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" (سورة المائدة) 2 ، وقال تعالى: "وما تقدموا أ لنفسكم من خير تجدوه عند الله " (سورة- المزمل) 20.

ولقد جاء ذكر التطوع كثيرا في السنة النبوية الشريفة، حيث ذكر التطوع بالصوم، والتطوع بالهدي، والتطوع بالحراسة المسلمين، والتطوع بإطعام المساكين، كما ورد في الأحاديث الشريفة نصوص عديدة تحثّ المسلم على تقديم العون للآخرين ابتغاء ما عند الله تعالى منها قوله عليه الصلاة والسلام: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا أ أشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر". وقوله عليه الصلاة والسلام: "لا تحقرنّ من المعروف شيئاً"، وقوله عليه الصلاة والسلام: "لئن يمشي أحدكم في حاجة أخيه خير له من أن يعتكف في مسجدي هذا شهر ".

والعمل التطوعي عامل مهم يسهم في زيادة ترابط المجتمع وتحقيق الاستفادة الإيجابية من الطاقات الشبابية المتشوقة لخدمة الوطن والمجتمع في مختلف نواحي الحياة، وتحسين الظروف الحياتية والمعيشية للأفراد، والمساهمة في تلبية الاحتياجات الإنسانية. وقد أدرك المشرّعون أهمية الأعمال التطوعية للمساهمة في خدمة المواطن والمقيم، حيث صدر نظام نصوص الدفاع المدني بالمرسوم الملكي الكريم رقم م/10 وتاريخ 10/5/1406 هـ الذي اشتمل على عدّة تتعلق بالتطوع بأعمال الدفاع المدني، وعلى ضوء هذا النظام أعدّت المديرية العامة للدفاع المدن لائحة المتطوعين لأعمال الدفاع المدني بالمملكة العربية السعودية التي تهدف إلى تنظيم العمل التطوعي والاستفادة ممن لديهم الرغبة في هذا العمل الخيري للمشاركة مع قوات الدفاع المدني في مواجهة الكوارث بعد تهيئتهم علمياً وعملياً، حيث اشتملت هذه اللائحة على عدّة مواد تعنى بتنظيم هذا العمل من حيث شروط القبول والحقوق والواجبات وغيرها من التنظيمات.