علم إدارة الكوارث
تؤكد الأحداث المتلاحقة والمتغيرات المفاجئة التي نقرأ ونسمع عنها في وسائل الإعلام المختلفة أننا نعيش في عالم تسوده العديد من الكوارث سواءً كانت طبيعية أو غير طبيعية مثل الفقر، والمجاعات، والأمراض والأوبئة، والحروب، والقتل، والحرائق، وانهيار المباني، والبراكين، والزلازل، والأعاصير، والفيضانات والسيول، .... إلخ.
كما تشير الإحصائيات الى أن هناك 1.2 بليون نسمة يعيشون بدون مياه نظيفة، و 35000 طفل يموتون من الجوع يومياً، و 2.4 بليون نسمة مهددين بمرض الملاريا، و 1.2 بليون نسمة مشردين (بلا مأوى).
وعلى الصعيد الدولي فلن ينسى العالم الأحداث العظيمة مثل التسرب النووي لمفاعل تشرنوبل في أوكرانيا، ودمار هيروشيما بالقنبلة النووية، ومعركة روندا ومليون قتيل في مائة يوم، والحرب العالمية وما نتج عنها من مئات الآلاف من الضحايا وخسائر الممتلكات، وكذلك أحداث 11 سبتمبر 2011 م، اما على الصعيد المحلي في المملكة العربية السعودية فقد بدأ الاهتمام بإدارة الكوارث بعد احداث سيول مدينة جدة عام 2002 م.
ومن الكوارث التي لا تنسى احتراق شاحنة الغاز بمدينة الرياض 2012 م، وحريق فندق الانتركونتيننتال بمكة المكرمة 2012 م، وحريق عرس في مدينة بقيق 2012 م، وسيول مدينة ينبع 2012 هذه الكوارث وغيرها الكثير، مما لا يتسع المجال لذكرها، ساهمت بشكل كبير في السنوات الاخيرة في تغيير مفهوم الكوارث عن المفهوم السابق.
علماً بأن الكارثة هي أصلا حدث مفاجئ غالبا ما يكون بفعل الطبيعة يهدد المصالح القومية للبلاد ويخل بالتوازن الطبيعي للأمور, وتشارك في مواجهتها كافة اجهزة الدولة المختلفة وقد ينتج عنها خسائر في العديد من الارواح والممتلكات وعلم "إدارة الكوارث هو احد العلوم القديمة التي تطورت تطورا (Disaster Management) ملحوظا وسريعا في العقود القليلة الماضية وخاصة في البلدان الغربية. هذا العلم يعتني بالأنظمة والقواعد والطرق والتعليمات التي يجب اتباعها للتعامل مع المخاطر الكبيرة لمحاولة تجنبها وتقليل خطرها.
وتشمل التحضير والاستعداد لحالات الكوارث قبل وقوعها، والاستجابة للكوارث، وإعادة البناء بعد الكوارث إذا وقعت. وهي عملية مستمرة لمراقبة وادارة المخاطر لمحاولة تجنبها أو التخفيف من آثارها، علما بأن الإجراءات المتخذة تتوقف جزئيا على ملاحظات الخطر للأشخاص المعرضين له، ولهذا فإن إدارة الكوارث تسمى في كثير من الأحيان وخاصة في القطاع الخاص بإدارة "التخطيط لاستمرارية الأعمال."
ونركز في هذا الموضوع على علم ادارة الكوارث وابعاده وسماته وفوائده ومبادئه واسسه ودوره في حماية المؤسسات والافراد وخاصة في المؤسسات التعليمية كالجامعات.