يمثل الأمن الغذائي أحد أهم أهداف التنمية المستدامة على المستوى العالمي، وأحد الأهداف الاستراتيجية، والركيزة الأساسية لعدد من برامج تحقيق رؤية المملكة 2030، وطبقاً لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، فإن الأمن الغذائي يعبر عن القدرة الوطنية على توفير المنتج الغذائي، وتسهيل الحصول عليه، واستخدامه مع التأكيد على إدارة المخزون الاستراتيجي منه والحصول عليه. ويتضمن الأمن الغذائي خمسة أركان رئيسية، تتمثل في: توفير الغذاء وسلامته، وإمكانية الحصول عليه، واستخدامه، واستقرار الإمدادات منه، وإدارته على النحو الأمثل.
وانطلاقاً من رؤية المملكة 2030 ومسيرتها التنموية المباركة، وما تسعى إلى تحقيقه من مستهدفات ذات صلة بجميع القطاعات الحيوية لا سيما التعليم، تستهدف جامعة الملك فيصل أن تكون جامعة رائدة في خلق بيئة تعليمية محفزة ومنتمية إلى المستقبل محلياً وإقليمياً وعالمياً، كما تتطلع أن تكون جامعة منتجة بحثياً وتنموياً بما يمكنها من المساهمة في تحقيق عدد من الأهداف الوطنية و أهداف التنمية المستدامة، وأهمها المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي والاستدامة البيئية للمملكة. لذلك تبنت هوية مؤسسية مميزة في تحقيق الأمن الغذائي والاستدامة البيئية وسخرت جميع إمكانيات الجامعة في تحقيق هذه الهوية في جميع وظائف الجامعة الرئيسية في التعليم والتعلم والبحث العلمي والشراكة المجتمعية والريادة وابتكار الأعمال.
و تتنوع مجالات الاستدامة البيئية والتنمية المستدامة في الهوية المؤسسية في تسعة مجالات أساسية تخدم أهداف التنمية المستدامة.
تعزيزاً لمواكبة التطوير وصناعة التميز في جامعة الملك فيصل، تركز الجامعة جهودها الحالية في تطوير منظومة الابتكار وتنمية الأعمال، دعماً لوظائفها الأساسية في مجالات التعليم والبحث العلمي والشراكة المجتمعية. لهذا قامت الجامعة بتأسيس مركز الابتكار وريادة الأعمال، والذي يهدف إلى نشر ثقافة الابتكار وريادة الأعمال بين أفراد المجتمع واحتضان أصحاب الأفكار الابتكارية والريادية ومساعدتهم على تطويرها وتأسيس شركاتهم الناشئة وعرضها على المستثمرين المحتملين، خصوصاً تلك الأفكار التي تتوافق مع هوية الجامعة وذات صلة بالأمن الغذائي والاستدامة البيئية.
وأسست جامعة الملك فيصل خلال الأعوام الماضية من خلال قطاع الابتكار وتطوير الأعمال مجموعة من الشركات الناشئة. تخدم هذه الشركات قضايا الاستدامة و تعمل على تسريع مستقبل الأعمال في جامعة الملك فيصل.
و في عام 2023 تم احتضان 47 شركة ناشئة تنوعت مجالاتها في الأمن الغذائي والاستدامة والقطاعات الصحية
تستهدف الحاضنة الأفراد والشركات التي ترغب أن تطور أفكارها الريادية من خلال الاستفادة والاستعانة بقدرات جامعة الملك فيصل ممثلة بالحاضنة، ويتوقع أن تكون الحاضنة اختياراً مفضلاً لأصحاب الأفكار الريادية المرتبطة بالقطاع الزراعي والثروة الحيوانية، وكذلك ما يرتبط بالكفاءة المحورية التي تسعى الجامعة لبنائها في عدة قطاعات، وهي الاستدامة البيئية. وتستهدف الحاضنة منسوبي الجامعة من الطلبة وأعضاء هيئة التدريس والموظفين والمجتمع المحلي.
تعمل الحاضنة على تحقيق الأهداف التالية:
- توجيه الأنظار للمجالات التي تركز عليها الحاضنة، وتحفيز الطلبة وأعضاء هيئة التدريس والمجتمع للتفكير في توليد أفكار ترتبط بهذه المجالات.
- تقديم كافة اشكال الدعم الممكنة لرواد الأعمال المحتضنين لتحويل أفكارهم إلى مشاريع ناجحة ومستدامة، وتقليل الهدر نتيجة ارتفاع نسبة تعثر المشاريع الجديدة.
- تسهيل دخول شركات ناشئة وشركات نمو واعدة إلى السوق، بما يقوي التجمعات التي ستتبناها الجامعة كتجمع صناعة الغذاء والإنتاج الزراعي والحيواني.
- تحقيق رسالة الجامعة المرتبطة بتطوير جودة التعليم وربطه باحتياج سوق العمل، وإجراء بحوث تطبيقية أصيلة تعمل على تقديم حلول للتحديات التي تواجهها المملكة وتثري البشرية.
- دخول الجامعة (ممثلة بشركة وادي الأحساء للاستثمار) برأس المال الجريء في ملكية بعض الشركات الناشئة، لغرض تحقيق الاستدامة المالية، وبما يضمن استمرارها وينعكس إيجاباً على خدماتها.
تقدم الحاضنة (مثل غيرها من الحاضنات والمسرعات) مجموعة من الموارد والخدمات، ولعل أهم ما يمكن أن تقدمه أي حاضنة ومسرعة هو تدريب الرواد المقبولين في الحاضنة، وتطوير أفكارهم من خلال الارشاد المتمكن والتعلم الجماعي من خلال الشبكات، وتوفير الموارد المادية لتحويل الفكرة إلى منتج أولي، واختبار المنتج في السوق، والعمل على وصوله للسوق وبيعه، وتسهيل إنجاز الإجراءات النظامية وتوفير التمويل اللازم لتأسيس شركة ناشئة أو توسع شركة قائمة.
ومما يميز حاضنة جامعة الملك فيصل هو وجودها في جامعة الملك فيصل، بالقرب من الطلبة وأعضاء هيئة التدريس، مما يضمن حضورها وتفاعلها معهم، وتحفيزها لهم لتقديم أفكاراً ريادية تتفق مع توجهات وهوية الحاضنة، والاستفادة من خدماتها. كما أن وجودها في الأحساء ذات الميزة النسبية المتمثلة في الكثافة السكانية وتجمع الشركات والمؤسسات العاملة في قطاعات الزراعة والغذاء والطاقة والسياحة والرعاية الصحية والتعليم سيضمن تدفق الأفكار الريادية للحاضنة، والحصول على أفضل ارشاد، وبناء علاقات تسهل وتسرع تأسيس الشركات الناشئة وتمويلها وبيع منتجاتها. وأخيراً، فإن تخصص الحاضنة في صناعة الإنتاج الزراعي والحيواني ، وكذلك في مجال الاستدامة البيئية (بناء كفاءة في ابتكار حلول تعالج مشاكل المناطق الحارة كالعواصف الرملية والتصحر وارتفاع درجة الحرارة)، يضمن التركيز توجيه الموارد وبناء اسم وعلامة مميزة في مجال حاضنات ومسرعات الأعمال.
تقدم الحاضنة الخدمات التالية:
تستمر فترة الاحتضان لمدة عام، تبدأ من فبراير وتنتهي في يناير، ويتم الإعلان عن بدء قبول الدفعة Cohort وتقييم الطلبات خلال شهر يناير، وفي الأسبوع الثالث من يناير يتم عرض المشاريع المحتضنة على المستثمرين Pitching. كما يمكن التقدم بطلب الاحتضان في أي وقت خلاف شهر يناير.
تعمل جامعة الملك فيصل بالتعاون مع الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة "منشآت "على إعداد وتنفيذ ودعم البرامج والمشاريع لنشر ثقافة وفكر العمل الحر وروح ريادة الأعمال والمبادرة والابتكار، وتنويع مصادر الدعم المالي للمنشآت، وتحفيز مبادرات قطاع رأس المال الجريء، وتقديم الدعم الإداري والفني للمنشآت، ومساندتها في تنمية قدراتها الإدارية والفنية والمالية والتسويقية والموارد البشرية وغيرها.
أمثلة عن دور الجامعة في دعم برامج ومشاريع الشركات الناشئة
يعتبر الهاكاثون أحد فعاليات جامعة الملك فيصل تحقيقًا لأهداف استراتيجية الجامعة الداعمة للابتكار، وتوجها لتهويتها المؤسسية الرامية للإسهام في تحقيق الأمن الغذائي والاستدامة البيئية من خلال تحفيز مجموعة من المبتكرين والمطورين والخبراء في مجال الأمن الغذائي والاستدامة البيئية والذكاء الاصطناعي، وتكوين فرق عمل لابتكار حلول رقمية وتطوير تطبيقات وتقنيات تساعد على تحقيق مستقبل أفضل للأمن الغذائي والاستدامة البيئية ، وتحقيقًا لأهداف رؤية المملكة ٢٠٣٠ في مجال الاستدامة.